بلدية نابلس تطلق مبادرة "نواة" لتحسين مستوى النظافة في المدينة نابلس
/ غسان الكتوت/ الرواد للصحافة والإعلام
اطلقت بلدية نابلس بالشراكة مع عدد من المؤسسات امس مشروع "نواة" لتحسين واقع البيئة والنظافة والحياة في مدينة نابلس. وقال رئيس بلدية نابلس المهندس عدلي رفعت يعيش خلال مؤتمر صحفي عقد في قاعة سينما سيتي لاطلاق المبادرة، أن اطلاق هذه المبادرة جاء لمعالجة مشكلة غياب النظافة التي أرقت سكان المدينة لسنوات عديدة. وأشار الى ان نابلس عرفت تاريخيا بأنها مدينة نظيفة، لكن غياب النظافة في السنوات الاخيرة بات مشكلة ملموسة.وقال ان هذه المبادر هي خطة لكل المؤسسات، وهي بداية لعمل مستدام، معتبرا ان المحافظة على نظافة المدينة هي مسؤولية البلدية وكل مؤسسة ومواطن وتاجر وعامل نظافة، معربا عن ثقته بان غالبية المواطنين هم ايجابيون ومستعدون للتعاون.وأكد أنه سيكون هناك نظام عقوبات ضد من يتسببون بتلويث المدينة، وسيتم تطبيقه بشكل تدريجي بعد اقراره بالتعاون مع الحكم المحلي، ويسبق ذلك خطوات للتوعية بأهمية النظافة. وتحدث يعيش عن الخطوات التي قامت بها البلدية منذ شهرين لتحسين واقع النظافة، ومنها شراء عدد من شاحنات جمع النفايات، مما سرّع عملية افراغ الحاويات، ومنذ عشرة ايام بدأ المواطن يلمس نظافة مركز المدينة. وعبر عن ثقته بأن نابلس ستعود لسابق عهدها، مشددا على ان هذه المبادرة لا يمكن ان تنجح بدون العمل الجماعي والشراكة، منوها الى أهمية الحملات التطوعية التي تقوم بها العديد من المجموعات التطوعية في الاحياء، والتي بدأت تعمل لتحسين الوضع البيئي. ونوه الى انه مع بداية الربيع القادم ستكون هناك حملة لتخضير المدينة وزراعة اشجار في كل الاحياء، مبديا استعداد البلدية لتزويد الاحياء بالاشجار والمعدات اللازمة.
وقال ان البلدية منذ استلامها مهام عملها وضعت اربع اولويات للعمل عليها، وهي: المياه، والنظافة، والسير، وتنظيم المدينة، وقد بدأت بايجاد الحلول المناسبة لهذه القضايا، مضيفا: "صحيح أننا نتقدم ببطء، لكن بثبات ورؤية واضحة". من جانبه، قال عمار الصدر عضو لجنة المتابعة الشريك بمشروع "نواة" ان هذه المشروع هو ثمرة جهد ساعات طويلة من العمل لاعضاء لجنة المتابعة. واوضح ان اللجنة انبثقت من ورشة عمل عقدت في شهر اب المنصرم،وتضم في عضويتها محافظة نابلس وبلدية نابلس وغرفة التجارة والصناعة وجامعة النجاح الوطنية ومديرية التربية والتعليم ومديرية الاوقاف ومبادرة "رؤى نابلس". وقال ان الباب مفتوح لاضافة اعضاء جدد قادرين على تقديم خطط وبرامج تنفيذية، والمساهمة بحمل المسؤولية، مؤكدا ان "نواة" تسعى لعمل مستدام وممأسس وتراكمي سيزداد مع الوقت باسناد الناس له. واوضح ان المشروع يشمل في هذه المرحلة اكثر من 20 اجراء عمل تتوزع على 3 محاور رئيسية، وهي: تحسين اداء وقدرات قسم الصحة بالبلدية، وزيادة الوعي البيئي في المجتمع، وتعزيز الرقابة والقانون.
واضاف ان كل اجراء من هذه الاجراءات هو مشروع قائم بذاته، ويعمل عليه عدد من الشركاء وله خطة عمل خاصة به، ومن اهم هذه الاجراءات: اعادة توزيع الحاويات حسب الحاجة ووضع وقت للجمع والتفريغ، وتعزيز اسطول قسم الصحة بمزيد من المعدات وسيارات الجمع حسب احتياج المدينة في المدى القريب والمتوسط، وزيادة عدد السلال وسط المدينة وتفريغها ووضع سلال في شوارع رئيسية، ورفع مستوى الرقابة على اداء عمال قسم الصحة، ووضع الية للتعامل مع النفايات الصلبة والطبية، متابعة ورش البناء لمنع اغلاق الرصيف او الشارع، والمحافظة على المناطق الخالية نظيفة وتسويرها، وتفعيل دور المدارس ولجان الاحياء، ووضع حلول للنفايات الصادرة من البنايات والسكنية والتجارية، والمحافظة على نظافة المدينة وتفعيل قوة القانون. ولفت الى ان بعض هذه الاجراءات بدئ العمل به بالفعل، وبدأ يظهر اثرها، ومن ذلك شراء 3 سيارات جمع، وزيادة عدد عمال قسم الصحة في مركز المدينة، ويحسن اداء جمع النفايات في مختلف المناطق، كما يقوم مركز الخدمة المجتمعية في جامعة النجاح بايام تطوعية لتنظيف المناطق الاثرية. واعرب الصدر عن ثقته بأن نابلس ستنجح بهذا المشروع بجهد المخلصين، ليكون نواة لاعمال اخرى اكبر، مشيرا الى بعض بشائر الخير على هذا الصعيد، ومنها الحملات التطوعية لتنظيف الاحياء، وقيام القطاع الخاص بدعم مبادرة "رؤى نابلس" بشراء 200 سلة نفايات.
من جانبها، أكدت عضو المجلس ابلدي ومقرر لجنة الصحة والبيئة المهندسة ريما عرفات ان المبادرة تلقت مساعدة وتشجيع الكثيرين، وابدى الكثير من المواطنين والتجار حماسهم لتنظيف المدينة والمحافظة على نظافتها. وأضافت ان فرض العقوبات والغرامات ليس هدفا للبلدية، وأن آخر ما يهمها هو فرض الغرامات، وأن فرض الغرامات سيكون بالتدريج وبعد التوعية، مشيرة الى ان حجم المال المهدور على تنظيف المدينة وترحيل النفايات يكبد البلدية الملايين التي كان يمكن توجيهها لتحسين البنية التحتية. وقدمت عرفات الشكر لكل المواطنين والتجار على تعاونهم، مؤكدة أن قضية النظافة قضية انتماء، وأن الخطة التي وضعت لمشروع "نواة" هي مستدامة لتكون ثقافة ونهج حياة. وشكرت عرفات رئيس واعضاء المجلس البلدي على دعمهم الكامل للمشروع، وكذلك اقسام الصحة والحركة والحراسة والتفتيش وعمال ومراقبي الصحة. بدورها، عبرت نائب محافظ نابلس عنان الاتيرة، عن فخرها بهذه الفكرة والمبادرة، مؤكدة وقوف محافظة نابلس مع القائمين على المبادرة لاسنادهم ومواكبة خطواتهم، لكي تكون نابلس اجمل. وأشارت الى ان هذه المبادرة هي في صميم العمل الوطني وليست جديدة على نابلس، مبينة ان بلدية نابلس في سنوات السبعينات كانت تتحدى الاحتلال بأن تكون نابلس نظيفة، حيث كانت تنظم حملات تطوعية لتنظيف البلدة القديمة. وقالت الاتيرة ان نابلس بحاجة الى وقفة من البلدية وكافة المؤسسات، وان مشروع "نواة" هو فكرة تحتاج للبناء عليها وتعزيزها لتكون جزءا من خطة استراتيجية قابلة للتنفيذ. كما أكدت ضرورة ان يكون هناك سياسات واجراءات وتدابير قد تصل الى الغرامات على جميع من لا يلتزم بالنظافة، من مواطنين وتجار وشركات ومصانع، مبينة ان هذه المبادرة هي رافعة لهذه السياسات. ودعت الى ضرورة توفير حاويات نظيفة لها اغطية وبأحجام متفاوتة وأن توزع بطريقة صحيحة، وضرورة الاهتمام بصحة البيئة لما لها من اثار سياسية واجتماعية وصحية وثقافية، وتفعيل لجان الاحياء للمساعدة في الحفاظ على نظافة وصحة البيئة. كما أكدت على ضرورة ايجاد حلول مناسبة للتخلص من محطة تجميع وتحويل النفايات "الصيرفي"، واعربت عن أملها بانجاز محطة التنقية الشرقية بطريقة ترضي الجميع.وحثت الاتيرة البلدية على التفكير في سبل الرفع من شأن عمال الصحة وتحسين دخلهم ومستواهم المعيشي، كما هو الحال في الدول الاخرى. وتخلل المؤتمر الصحفي عرض فيلم قصير يوضح الجهود التي بذلتها مجموعات كبيرة من المتطوعين لتحسين واقع النظافة والبيئة في المدينة.