بلدية نابلس وسلطة المياه تدشنان مشروع "شريان الحياة"
٣-٤-٢.١٨
دشنت بلدية نابلس وسلطة المياه الفلسطينية اليوم المشروع الاستراتيجي "شريان الحياة" الذي يهدف الى زيادة كميات المياه لمواجهة أزمة المياه التي تعاني منها المدينة خاصة في فصل الصيف.
وشارك بتدشين المشروع رئيس سلطة المياه المهندس مازن غنيم ورئيس بلدية نابلس المهندس عدلي يعيش ومحافظ نابلس اللواء اكرم الرجوب وممثلون عن المؤسسات والفعاليات الرسمية والشعبية.
ورحب المهندس يعيش في كلمته بالحضور بحفل التدشين الذي اقيم بمنطقة المساكن الشعبية شرقي المدينة، وتحدث عن اسباب أزمة المياه في المدينة واهمها العراقيل التي يفرضها الاحتلال، وكذلك نتيجة الزيادة في اعداد السكان والتوسع العمراني.
واشار الى ان هذا المشروع يأتي ضمن الخطة الاستراتيجية لبلدية نابلس بتوفير مصادر جديدة للمياه، بسبب ازمة المياه التي عانت منها المدينة في الصيف الماضي، مبينا انه كانت هناك كميات مياه متوفرة في سهل سميط بالفارعة، لكن نقلها يحتاج الى خط ناقل بقطر 20 انشا، في حين ان قطر الخط الناقل من محطة ضخ الباذان يبلغ 12 إنشا فقط، ويتطلب تغييره تكلفة تقديرية تصل الى 12 مليون شيكل.
واشار الى ان سلطة المياه قدمت الدعم لهذا المشروع من خلال تزويد البلدية بكمية كبيرة من الانابيب بطول 3000 متر، كما حصلت على دعم بقيمة نصف مليون دولار من صندوق البلديات، مبينا ان هذا المشروع سيخدم المدينة وكافة القرى الشرقية.
بدوره، بارك المحافظ الرجوب هذا المشروع الهام والحيوي، واشاد بكل الجهود التي بذلت لاطلاقه، وشكر كل الجهات التي قدمت الدعم للبدء بتنفيذه، متمنيا أن يتم انجاز المشروع بالوقت المناسب لكي يرى النور قريبا.
ووصف الوزير غنيم في كلمته هذا المشروع بالوطني لان خدمة المياه هي التحدي الاول للشعب الفلسطيني، وتوفير المياه الصالحة للشرب هي على راس اولويات سلطة المياه، لان الامن المائي هو مفتاح الامن القومي ومفتاح قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال ان ازمة المياه التي تعاني منها نابلس هي نموذج لازمة المياه التي يعاني منها الوطن، خاصة في منطقة الجنوب، ومن هناك كان لسلطة المياه دعم مباشر لهذا المشروع عبر توفير كل ما يمكنها تقديمه، مبينا ان سلطة المياه تولي اهمية خاصة لانجاح المشروع بالفترة المحددة وان يكون جاهزا مع بداية الصيف.
وقال ان ايصال المياه الصالحة والآمنة الى كل بيت فلسطيني كان بمثابة حلم، لكنه بدأ يتحقق من خلال مجموعة من المشاريع الاستراتيجية لسلطة المياه والتي كان لها انعكاس مباشر على حياة المواطنين، ومنها مشروع "شريان الحياة" بنابلس ومشاريع على مستوى الوطن وآخرها مشروع محطة تحلية مياه البحر في غزة الذي تم تدشينه مؤخرا.
وتحدث عن الواقع المأساوي للمياه في غزة حيث تبلغ نسبة المياه الجوفية غير الصالحة للشرب الى 97% وكان هناك تقارير تحذر من ان غزة لن تكون مكانا قابلا للحياة بعد عام 2020، ولهذا فان سلطة المياه لم تتوقف عن العمل في غزة طوال الفترة الماضية واستطاعت رصد 550 مليون دولار لانشاء محطة التحلية.
واضاف ان سلطة المياه بذلت جهدا كبيرا في غزة واستطاعت استثمار 1.5 مليار دولار في قطاع المياه من اجل تعزيز صمود المواطنين هناك، وتمكنت من تجاوز الكارثة البيئية.
واشار الى ان الوضع المائي في الضفة لا يقل سوءا، ويتمثل بعدم توفر الكميات اللازمة من المياه، مؤكدا ان سلطة المياه استطاعت الوصول بمشاريعها الى كل مدينة وقرية بالضفة.
واشاد غنيم بالتعاون في انجاز هذا المشروع، معتبرا انه نموذج للتعاون ما بين سلطة المياه وبلدية نابلس وصندوق البلديات، وبارك لمدينة نابلس والقرى المستفيدة من المشروع.
بدوره، تحدث نائب مدير دائرة المياه في بلدية نابلس المهندس عدنان العامودي عن واقع المياه في مدينة نابلس والاساب التي دفعت البلدية لتنفيذ هذا المشروع، مبينا ان المدينة تحصل على المياه من خمسة ابار رئيسية وخمسة ينابيع التي تزود المدينة بحوالي 31 الف متر مكعب يوميا، بينما الحاجة اليومية هي 45 الف متر مكعب.
وقال ان ازمة المياه دفعت البلدية الى البحث عن مصادر اضافية للمياه، في ظل تعنت الاحتلال ورفضه منح التراخيص لحفر ابار جديدة، فتوجهت البلدية للبحث عن حلول لتوفير مصادر بديلة، وتم شراء 300 متر مكعب بالساعة من ابار سهل سميط ونقلها من الباذان الى نابلس.
واضاف ان البلدية واجهت مشكلة في نقل المياه من الباذان تتمثل في ان خط الباذان خط قديم يعود لعام 1973 بقطر 12 انشا، وهو غير كاف لنقل الكميات الاضافية.
واوضح ان الخط الجديد قطره 20 انشا ويستطيع نقل 1000 متر مكعب بالساعة، وهذا ما يكفي لتغطية احتياجات مدينة نابلس لفترة تتراوح ما بين 10-15 عاما.
واوضح ان مدينة نابلس بحاجة الى انشاء بئر جديد كل 5 اعوام، في حين ان آخر بئر تم انشاؤه كان بئر سبسطية عام 2001، وان هذا الخط يغني البلدية عن انشاء 3 آبار جديدة.
وعلى هامش الزيارة زار المهندس غنيم محطة التنقية الغربية واطلع على اقسامها المختلفة وآلية عملها والمشاريع الزراعية المميزة التي تستفيد من المياه الناتجة عن المحطة.