عودة الوفد النسوي من مدينة نورينبيرغ الألمانية بعد مشاركه في فعاليات يوم المرأة العالمي
بلدية نابلس:
عاد وفد بلدية نابلس النسوي من مدينة نورينبيرغ الألمانية بعد أن اختتم فعاليات يوم المرأة العالمي التي أقيمت في المدينة الألمانية بلقاء حواري مع المجتمع المحلي، شارك فيه عدد من ممثلي المؤسسات المحلية والنساء والمواطنين في المدينة المذكورة، حيث شارك الوفد في فعاليات ونشاطات ولقاءات متنوعة بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف في الثامن من آذار من كل عام. وضم الوفد كل من سماح الخاروف، عضو المجلس البلدي، ورجاء الطاهر، مديرة العلاقات العامة والدولية ورفيف ملحس مسؤولة ملف المرأة في البلدية، بالإضافة إلى وهيبة صالح رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع نابلس وسناء العتبة، منسقة مشاريع في مركز الدراسات النسوية.
وخلال اللقاء الختامي، قدمت الخاروف ملخصا عن دور بلدية نابلس في تمكين المرأة نفسيا واجتماعيا واقتصاديا من خلال ملف المرأة الذي تم تأسيسه منذ عام 2006، والذي يتضمن وحدة خاصة تتلمس احتياجات النساء في نابلس خاصة الاقتصادية منها، والعمل على تمكينها بتوفير فرص عمل للنساء صاحبات المشاريع الصغيرة وتسويق منتجاتهن على المستوى المحلي والدولي. كما وضحت الخاروف الصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية بشكل عام من حيث عدم تكافؤ الفرص سواء في الوظائف او في الرواتب، مشيرة إلى خصوصية وضع المرأة الفلسطينية التي تعاني من سياسات القمع الممنهج التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد النساء وتداعياتها النفسية والحقوقية على الأطفال والأسر الفلسطينية.
وقد بذلت جميعة نابلس-نورينبيرغ ممثلة بالسيدة ِAnna-Maria والسيدMayer Wolfgang جهودا حثيثة من أجل إنجاح فعاليات ونشاطات الزيارة، حيث اشتملت اللقاءات على اجتماعات مع رئيس جمعية نابلس نورينبيرغ INNA الدكتور بول براوني Dr. Paul Brawne وكذلك لقاءات مكثفة مع عضوات في المجلس البلدية في نورينبيرغ وممثلات لأحزاب سياسية ومسؤولات في ملف المرأة في البلدية الألمانية وناشطات في حقوق المرأة وجمعيات نسوية. كما تم تنظيم فعالية زراعة أشجار شاركت فيها وفدي نابلس وأنطاليا/تركيا اللواتي تزامن حضورهن في هذه المناسبة، وتنظيم مسيرة شاركت فيها نساء المدينة الألمانية ورجالها بالإضافة لمشاركة الوفد النابلسي. وقد هدفت هذه اللقاءات التي امتدت على مدار اسبوع كامل إلى الاطلاع على السياسات والاستراتيجات والبرامج المتبعة في البلدية والمؤسسات النسوية في تمكين المرأة في مختلف الصعد، وتبوئها مناصب إدارية وسياسية تسهم فيها في صنع القرار على كافة المستويات. وقد حظيت النساء في مدينة نورينبيرغ على تثبيت القانون البافاري في بلدية نورينبرغ والقاضي بعدم التمييز المبني على النوع الاجتماعي والانتماء السياسية وتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف المجالات.
وخلال لقائهن مع عمدة مدينة نورينبيرغ الدكتور اولريخ مالي، استمعن لكلمته التي عبر فيها عن اعتزازه بالعلاقة مع بلدية نابلس، مؤكدا على أن نساء نورينبيرغ على خط واحد مع نساء نابلس وتربطهن قواسم مشتركة من حيث الصعوبات والتحديات التي تواجهها النساء في مسيرتهن لتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص والمناصب خاصة السياسية منها وعلى كافة الصعد. أما الخاروف والطاهر، فقد عبرن عن شكر بلدية نابلس وتقديرها لكل ما تقدمه الحكومة الألمانية بعامة، وبلدية نورينبيرغ بخاصة من مشاريع استراتيجية أسهمت في تحسين واقع المياه والصرف الصحي والطاقة المتجددة والنفايات الصلبة في مدينة نابلس، أهمها مشاريع محطات التنقية وخفض الفاقد بتمويل من الحكومة الألمانية ومشروع الخلايا الشمسية في محطة التنقية الغربية بتمويل من بلدية نورينبرغ وتبرعها أيضا بأربعة سيارات ضاغطة للنفايات وسيارتي إطفاء بكامل معداتها. ووجهت الخاروف دعوة لرئيس بلدية نورينبيرغ للمشاركة في فعاليات 150 عام على تأسيس بلدية نابلس والتي ستقام خلال شهر نيسان، مع دعوة وفد من أعضاء المجلس البلدي ومن يراه مناسبا للمشاركة في هذه الاحتفالية.
وعلى هامش الزيارة، التقت الخاروف والطاهر برئيس دائرة الصحة والبيئة الدكتور بيتر بلوشكي، والذي أعرب عن استعداده لتقديم المشورة والدعم الفني والتقني لملف النفايات الصلبة، حيث اتفق الطرفان على تبادل المعلومات ذات العلاقة بهدف تحسين الواقع الصحي والبيئي في نابلس. وتطرقت الخاروف إلى تعزيز العلاقة بين المدينتين في الجانب الثقافي، موضحة أن الثقافة هي لغة الشعوب وتعبر عن حضارتها وتعزز مكانة المدن وهويتها من خلال العروض الفنية والموسيقى والطعام والمشغولات اليدوية وغيرها من الأدوات التي تسهم في تعزيز التفاهم بين المدنتين.
ولم يكن لهذه العلاقة بين بلديتي نابلس ونورينبيرغ ان تنضج وتصل إلى توقيع اتفاقية التعاون عام 20015، إلا من خلال الجهود الحثيثة التي قام بها إبن نابلس البار رامي صبيح المصري Rami Sabih Masri، أحد أعضاء الجالية الفلسطينية الناشطة في نورينبيرغ، والعضو الناشط في جمعية نابلس-نورينبيرغ، والتي كانت بداياتها منذ عام 2006. لقد أثمرت جهود السيد المصري عن تنفيذ عدد من المشاريع الحيوية آنفة الذكر، برغم التحديات والصعوبات التي سبقت توقيع الاتفاق، إلى أن وصلت إلى يومنا هذا، بل امتدت إلى علاقة صداقة تجمع المدينتين والشعبين على حد سواء.