17/10/2015عقد في بلدية نابلس اجتماعا تشاوريا هاما، دعا له معالي المهندس سميح طبيلة، رئيس لجنة بلدية نابلس وبحضور ومشاركة اللواء أكرم الرجوب محافظ نابلس ورؤساء مختلف المؤسسات الرسمية والشعبية وملتقى رجال الاعمال والفعاليات الوطنية والمجتمع المدني والجامعات ولجنة التنسيق الفصائلي والنقابات المهنية والعمالية ولجان المخيمات وعدد من الشخصيات الاعتبارية، وبحضور أعضاء لجنة البلدية ورؤساء الدوائر والأقسام الرئيسية في البلدية.وهدف الاجتماع إلى تسليط الضوء على الوضع الحالي في بلدية نابلس وبحث أهم القضايا والتحديات والصعوبات التي تواجه البلدية وآلية التصدي لها بالشراكة والتشاور مع ممثلي مؤسسات المدينة لتشخيص الوضع الحالي بكل أمانة ودقة من أجل التوصل إلى حلول وتوصيات تسهم في تحسين الأداء العام للمؤسسة.وافتتح طبيلة هذه الجلسة التشاورية بكلمة شكر وتقدير لكافة المؤسسات على وقفتها ودعمها لبلدية نابلس، مشيرا إلى التحديات التي استطاعت اللجنة التعامل معها بإصرار كان أهمها أزمة المياه وتأمين فاتورة الرواتب وكذلك أزمة الثقة بين البلدية والمواطنين. وقدم المهندس طبيلة ملخصا لاستراتيجية اللجنة في إدارة العمل بهدف تحسين الأداء العام لهذه المؤسسة من ضمنها تفعيل رؤساء الدوائر والأقسام ومنح الصلاحيات اللازمة لتسهيل معاملات الموطنين والتركيز على بناء قدرات الطواقم من خلال ايفادهم في مشاركات دولية والاستفادة من علاقات التوأمة مع المدن الاوروبية المختلفة. وعلى الصعيد الإداري، قال طبيلة أن اللجنة عقدت خلال الشهرين الماضيين 8 جلسات مجلس بلدي واتخذت 348 قرارا، بينما عقدت 10 جلسات تنظيم وأصدرت 690 رخصة بمختلف أنواعها.وفيما يتعلق بحشد التمويل اللازم للمشاريع، أوضح طبيلة أن البلدية استطاعت استعادة وتثبيت حصتها من منح صندوق البلديات للأعوام 2014،2015 و 2016 والبالغ مجموعها 4.7 مليون يورو. وأضاف أن البلدية عقدت العديد من الاجتماعات مع المؤسسات المانحة كان أهمها مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومجتمعات عالمية ومؤسسة التعاون والاتحاد الاوروبي والبنك الألماني للتنمية وعدد من المؤسسات الدولية ومدن التوأمة.أما على مستوى المشاريع المختلفة، فقد أكد طبيلة أنه تم المباشرة في تشييد صرح الشهيد وتخفيض تكلفة المشروع وإحالة عطاء مجمع الكراجات الشرقي بقيمة 670,000 وعطاء مدرسة السعدي بمبلغ 600,000 دولار وإلغاء عقد مشروع جسر المشاة أمام المستشفى الوطني، وتوقيع اتفاقية لدائرة المياه والصرف الصحي بقيمة 1,5 مليون يورو، وتم التوصل إلى تفاهمات مع القرى الواقعة في المنطقة الشرقية بهدف طرح عطاء محطة التنقية الشرقية بتكلفة تقديرية 42 مليون يورو. وأضاف طبيلة أن اللجنة حصلت على مصادقة وزارة الحكم المحلي لموازنة البلدية للعام 2015 وباشرت في تحضير موازنة 2016 لتكون جاهزة في بداية العام للمصادقة عليها. كما وأكد طبيلة على أهمية المشاركة المجتمعية، مشيرا إلى قيام البلدية بتنفذ عدد من المبادرات منها حملة النظافة بمشاركة 28 مؤسسة وإقامة حفل لتكريم عمال الصحة، والمشاركة في عدد من النشاطات والفعاليات المحلية والوطنية.من جانبه، أثنى اللواء أكرم الرجوب، محافظ نابلس، على فكرة هذا الاجتماع الهام الذي يجسد مفهوم التشاور والتشارك بين المؤسسات للخروج بتوصيات تسهم في تحسين أداء البلدية. كما بين استعداد المحافظة لتقديم الدعم والمساندة من أجل الخروج بحلول عملية لمختلف القضايا المطروحة، مؤكدا ثقته بكفاءة الطواقم العاملة في البلدية والتي تلعب دورا هاما في تقديم المشورة الجيدة للجنة البلدية. واقترح الرجوب ضرورة عقد اجتماع موسع لتحقيق مشاركة أكبر بما يسهم في تطوير وتعزيز ثقافة مختلف شرائح المجتمع تجاه البلدية وقضاياها الحيوية.
[gallery link="file" columns="1" size="full" ids="3532"]
وخلال اللقاء، قام رؤساء الدوائر والأقسام الرئيسية تباعا بتسليط الضوء على أهم البيانات والمعلومات ذات العلاقة بالوضع المالي والصحي وكذلك ملخصا للمشاريع قيد الإنجاز والمشاريع المستقبلية. وبينت ليدا أبو الهدى، مديرة الدائرة المالية أن المستحقات المترتبة على المواطنين والجهات الرسمية بلغت 368,742,322 شيكل حتى تاريخه، وديون ضريبة المعارف 7 مليون دينار اردني. وأضافت ان اجمالي الالتزامات المترتبة على البلدية للغير 172,008,336 بما يعادل عملة الشيكل. أما فيما يتعلق بفاتورة الرواتب، فقد بينت أنها بلغت ما قيمته 5,835,063 شيكل بما في ذلك الموظفين المثبتين والمتعاقدين والمتقاعدين.وحول المشاريع قيد التنفيذ، قدم المهندس يوسف نصر الله، رئيس قسم الأشغال، ملخصا لمختلف المشاريع والتي تضمنت أكثر من 4 مدارس اساسية بقيمة إجمالية وصلت 1,938,000 دولار، ومشاريع بنى تحتية مختلفة بقيمة 1,488,664 يورو بتمويل من صندوق البلديات، وأضاف أنه تم تقديم عدة مشاريع تأهيل شوارع وصرف صحي وبنى تحتية بقيمة إجمالية بلغت 1,762,800 يورو. وهناك تفاهمات وموافقات مبدئية مع مؤسسة التعاون والوكالة الأمريكية ومجتمعات عالمية لتمويل عدد من المشاريع ذات الأولوية للبلدية.وقام المهندس عماد المصري، مدير دائرة المياه والصرف الصحي، بتقديم شرح موجز عن مصادر المياه التابعة للبلدية حيث اكد ان 95% من مصادرنا هي ملك لبلدية نابلس وهذا يعتبر التحدي الاكبر للبلدية في المحافظة على استمراريتها وتشغيلها ويضيف عليها عبء مادي كبير. وأضاف ان كمية المياه المنتجة خلال الفترة السابقة كانت ثابتة ولم يحدث اي تذبذب فيها ولم يحدث اي انقطاع لعملية انتاج المياه من الابار والينابيع، الا ان معدل استهلاك الفرد خلال دورات الضخ ارتفع قليلا خلال موجة الحر السابقة، ولكنه عاد الى المعدل الطبيعي في بداية شهر تشرين اول.وفيما يتعلق بالديون، قال المصري أن هناك تراكم كبير للديون على المواطنين والتي تؤثر سلبا على اداء الخدمة واستمرارية تزويد المياه، حيث قام بعرض للديون على مناطق التوزيع المختلفة وخاصة المناطق التي بحاجة الى تطوير شبكة المياه فيها كنابلس الجديدة والتي بلغت فيها اكثر من 500,000 شيكل ومنطقة حي ابو المعالي التي تجاوزت الديون فيها 2 مليون شيكل، واكد ان هذه الديون ستكون عائقا امام عمليات تطوير الشبكة ومصادر المياه. واستعرض المصري عدد من المشاريع التي تم تنفيذها أهمها تأهيل بئر اودلا بتكلفة تقديرية وصلت 350,000 دولار، وحفر بئر مياه في منطقة الحسبة بانتاجية حوالي 150 م3/ساعة وبكلفة تقديرية حوالي 3مليون دولار، والموضوع مقدم للجنة المشتركة للحصول على التراخيص. وقال أنه يجب المطالبة بإعادة وصلة مياه حوارة التابعة للشركة الإسرائيلية. وأضاف أنه تم تطوير شبكة المياه في المناطق المخدومة بكلفة تقديرية 4 مليون دولار وهذا لن يتم إلا بتحصيل الديون. كما تم تطوير بعض مضخات المياه بكلفة تقديرية 1 مليون دولار. وحول تحسين وضع المياه، فقد تم تخفيض نسبة الفاقد إلى أقل من 25% وذلك بالتعاون مع الجانب الألماني.أما عن محطة التنقية الغربية، فقد استعرض المهندس سليمان أبو غوش، المخطط الاستراتيجي لدائرة المياه والصرف الصحي، استعرض أهمية هذا المشروع الاستراتيجي والأضخم على مستوى الوطن، مشيرا إلى أن التكلفة التشغيلية لهذا المشروع تبلغ 5 مليون شيكل سنويا، بينما بلغت نسبة التحصيل المترتبة على استهلاك المياه 70% مما يسهم في تراكم الديون ويؤثر سلبا على تقديم الخدمة. وأضاف ان العمل جاري لتنفيذ مشاريع إعادة استخدام المياه المعالجة داخل المحطة وخارجها بمساحة 160 دونم ومساحة 200 دونم أخرى بتمويل من الوكالة الأمريكية بقيمة 1,5 مليون يورو، مشيرا إلى توجه البلدية في تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية داخل المحطة من خلال تحويل الغاز إلى كهرباء مما سيسهم في تخفيض استهلاك الطاقة إلى نسبة 50%.وعلى صعيد الوضع الصحي والبيئي، قدم الدكتور نضال منصور، مدير قسم الصحة والبيئة ملخصا لآليات العمل داخل القسم وعدد السيارات والاليات و النفقات والايرادات حيث بينت الجداول وجود عجز مالي سنوي في القسم يصل الى 4 مليون شيكل. وأوضح منصور أهم العقبات والتحديات والمتمثلة بغياب القوى العاملة المؤهلة وعدم كفاءة شاحنات جمع النفيات وترهلها وقدمها، وضعف الوعي لدى المواطنين فيما يتعلق بالحفاظ على النظافة العامة والشعور بالانتماء، منوها إلى ضرورة إنشاء محطة ترحيل للنفايات جديدة مما سيسهم في تحسين الوضع البيئي والصحي في المدينة.وتداول الحضور عدد من الاستفسارات والملاجظات حيث أشار نضال البزرة، رئيس ملتقى رجال الأعمال، إلى ضرورة التوصل إلى منظومة ترضي كافة الأطراف وتهدف إلى تخفيض النفقات التشغيلية من ناحية، وتحصيل الديون من ناحية أخرى. أما الدكتور يوسف عواد، رئيس جامعة القدس المفتوحة-فرع نابلس فاقترح وضع حد لاستهلاك المياه والكهرباء وايجاد طاقة بديلة للتخلص من الاعتماد على الكهرباء القطرية، وكذلك تخفيض النفقات وايجاد حلول لمشكلة الترهل في أعداد العاملين.من جانبه، قدم اللواء عبد الإله الأتيره، ممثل التجمع الشعبي لمحبي نابلس، شكره لبلدية نابلس على هذه الشفافية والمعلومات القيمة، مطالبا كافة المؤسسات أن تقف إلى جانب البلدية وتتحمل المسؤولية من خلال وضع استراتيجيات ناجعة لمواجهة هذه التحديات. كما طالب عقد اجتماعا موسعا يضم كافة فئات المجتمع وتشكيل لجنة استشارية من أبناء المدينة للخروج بتوصيات والتوصل إلى حل يخرج البلدية من هذا المأزق.وقدم السيد حسني عودة، ممثل لجنة خدمات مخيم عسكر القديم، شكره وتقديره لبلدية نابلس على اهتمامها بالمنطقة الشرقية من خلال عدد من المشاريع التي سيتم تنفيذها في تلك المنطقة، مؤكدا على ضرورة تكاتف الجهود للارتقاء بمؤسسة البلدية مع التركيز على حملات التوعية المكثفة.ونادى اللواء سرحان دويكات، عضو المجلس الثوري، بضرورة تعزيز الرقابة والحزم في موضوع المخالفات خاصة فيما يتعلق بموضوع الصحة والنظافة، مشيرا إلى ضرورة ايجاد بديل لمحطة ترحيل النفايات في المنطقة الشرقية نظرا لاعتبارها أحد المداخل الرئيسية للمدينة. وهذا ما أكد عليه الدكتور عدنان ملحم، ممثل جامعة النجاح الوطنية، حيث عبر عن استعداد الجامعة وجاهزيتها الفنية والتقنية لتقديم كل ما هو ممكن لمساندة البلدية، منوها إلى قيام الجامعة مؤخرا في جدولة ديونها المستحقة للبلدية، كما شدد على أهمية تعزيز الجانب الثقافي والتعاون مع البلدية بهذا الخصوص.واقترح عمر هاشم، رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس، بعض الحلول الناجعة والتي تسهم في تحسين الأداء وهو موضوع الخصخصة في قطاع النفايات والمسلخ والصحة وتحضير الدراسات اللازمة لذلك، والذي ستعمل على تحقيق الربح من ناحية، وتحسين الأداء العام للمؤسسة من ناحية أخرى. وأضاف أن المديونية لصالح البلدية على المواطنين أصبحت كبيرة جدا، وطالب بتطبيق عقوبات على فئة التجار ممن تستحق عليهم ديون مرتفعة، موضحا استعداد الغرفة للدعم بهذا الاتجاه.أما هلال تفاحة، رئيس جمعية الهلال الأحمر، فقال أن على البلدية اتخاذ اجراءات حازمة من أجل تحصيل الديون، مشيرا إلى ضرورة القضاء على ثقافة عدم الالتزام بتسديد ديون المياه والكهرباء، طالما لا يتردد المواطن بتسديد فاتورة الهواتف الخلوية والانترنت.وعن المجلس الشبابي البلدي، قالت الطالبة رؤى حسيبا أن البلدية مؤسسة غاية بالأهمية للمواطنين حيث تعتبر المؤسسة الأم التي لا تنحصر مهمتها بتقديم الخدمات الاعتيادية، بل تتجاوزها لتقدم خدمات ومساعدات إنسانية أخرى ضمن الامكانيات المتاحة. وأن المجلس الشبابي بعد أن انخرط بالعمل البلدي من خلال حضوره لاجتماعات المجلس البلدي، أصبح الآن مدافعا عن البلدية ويسهم في تعزيز الوعي والانتماء لدى نظرائهم وزملائهم من طلاب المدارس.واقترح السيد محمد سامح طبيلة، رئيس لجنة زكاة نابلس، ان يتم إنشاء صندوق خاص بالفقراء داخل مؤسسة البلدية بحيث يتم من خلاله تسديد فاتورة المياه بالحد الأدنى للاستهلاك.وختم طبيلة اللقاء مؤكدا على أن سياسة بلدية نابلس في تقديم خدماتها لا تفرق بين مدينة وقرية ومخيم، وأن العلاقات التي تربط مواطني المدينة ومخيماتها والقرى المحيطة بها هي علاقة تاريخة وعلاقة صداقة ونسب وأن بلدية نابلس تعمل على مبدأ المساواة والعدالة للجميع بحيث يحكمهم النظام والقانون.