طبيلة: بلدية نابلس بحاجة الى خبراء مهنيين لادارتها بكفاءة ومواجهة التحديات
لم يقرر خوض الانتخابات بعد
طبيلة: بلدية نابلس بحاجة الى خبراء مهنيين لادارتها بكفاءة ومواجهة التحديات
أكد رئيس لجنة بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة انه لم يتخذ قرارا حتى الان اما بالترشح او عدم الترشح للانتخابات البلدية المقبلة. وقال طبيلة خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين في مكتبه بالبلدية أمس: "من الافضل لي شخصيا ان لا اكون في البلدية، لكن اذا اقتضت مصلحة نابلس ان اكون بالبلدية فلا مجال للتهرب من حمل المسؤولية". وفيما اذا خيّر بين منصب وزير النقل والمواصلات ورئاسة بلدية نابلس، قال: "انا اعتبر نفسي جنديا لخدمة الوطن، واينما احتاجني الوطن، فأنا جاهز لتلبية النداء". وقال ان اتخاذ قرار كهذا يحاج الى كثير من التفكير والدراسة، لانه خدم اكثر من 40 سنة في العمل المجتمعي، ولم يدخل اي مؤسسة الا وحقق فيها نجاحا، واذا لم يكن واثقا من النجاح فلن يغامر بكل هذا الرصيد. واكد ان هناك اصرارا من الرئيس "ابو مازن" والحكومة على اجراء الانتخابات البلدية في موعدها المقرر في الثامن من شهر تشرين الاول المقبل، معربا عن امله بان تجرى الانتخابات كما هو مقرر وبشكل سلس وحضاري، وان يختار الناخب على اساس المصلحة العامة.
واعتبر طبيلة ان اول مشكلة ستواجه المجلس القادم هي الأزمة المالية، مبينا ان ادارة بلدية نابلس عام 2016 ليست كادارتها في الستينات او السبعينات من القرن الماضي، خاصة وان حجم المدينة تضاعف عدة مرات، وباتت البلدية بحاجة الى خبراء لادارتها بكفاءة عالية ومواجهة التحديات الكبيرة التي تنتظرهم، متمنيا ان تتشكل القوائم الانتخابية من خبراء ومهنيين.
واوضح ان لجنة ادارة البلدية حققت العديد من الانجازات الهامة منذ تعيينها قبل قرابة العام، عازيا ذلك الى التعاون الكبير بين اللجنة وباقي مؤسسات المدينة من جهة، ومن جهة اخرى لوجوده في مجلس الوزراء حيث استطاع تذليل الكثير من العقبات بين البلدية والحكومة، مستفيدا من علاقة الزمالة التي تربطه مع باقي الوزراء. وقال ان لجنة البلدية رفعت منذ اليوم الاول شعار اللامركزية، والمهنية، وسيادة القانون، واتخذت من ذلك منطلقات لعملها. وفي هذا الصدد تم توزيع المهمات بين اعضاء اللجنة الخمسة، ومنحهم كامل الصلاحيات لاتخاذ القرارات المناسبة، وتم ربطهم مع رؤساء الاقسام والمجلس الاستشاري للبلدية والذي يضم 20 شخصية مهنية من ابناء المدينة من مختلف التخصصات، والذين يعملون بشكل تطوعي لخدمة المدينة وتقدمها. واضاف ان اللجنة تعاونت مع مختلف مؤسسات المدينة كالمحافظة والغرفة التجارية وملتقى رجال الاعمال والشرطة، واستطاعت تحقيق الكثير من الانجازات، وكان هناك شراكة في اتخاذ القرارات الهامة، مثل قرار تنظيم البسطات قبل العيد. وفي مجال تنظيم البسطات، اوضح طبيلة انه لم يتم شرعنة وجود البسطات، وانما سمح لاصحابها بكسب قوتهم في فترة ما قبل العيد، واستطاعت بذلك نزع فتيل القلاقل التي شهدتها المدينة في شهر رمضان، وفي نفس الوقت حافظت على مصالح التجار، ولاول مرة عملت البسطات بشكل منظم ومضبوط في موسم العيد. واضاف انه تم عقد اجتماع بعد العيد لاستخلاص العبر، والاستفادة من هذه التجربة في موسم العيد القادم. واوضح ان وسط المدينة استوعب بفضل هذه الخطة 600 بسطة و50 الف متسوق في اوقات الذروة، وهو ما يشكل ضعف العدد المعتاد من المتسوقين في هذه المناسبة، مما يعطي مؤشرا على زيادة المبيعات، وفي نفس الوقت كان هناك التزام كبير من اصحاب البسطات بتعليمات البلدية.
وفيما يتعلق بالوضع المالي للبلدية، اوضح طبيلة ان صندوق البلدية كان يحتوي عند استلام لجنة البلدية لمهامها في شهر اب 2015 على 870 الف شيقل، وفي نهاية ذلك الشهر حصل جميع الموظفين على رواتبهم التي بلغ مجموعها قرابة 6 ملايين شيقل. واكد ان البلدية ليست مدينة لاي جهة حتى الان رغم ما تمر به من ازمة مالية كبيرة، حيث يتراوح مجموع مصاريفها الشهرية ما بين 9-10 ملايين شيقل، 58% منها تذهب لفاتورة الرواتب. واوضح ان نسبة ما يصرف على الرواتب في بلدية نابلس مرتفعة جدا وهي الاعلى بين كافة البلديات، وتزيد عن المعدل الطبيعي الذي يجب أن لا يزيد عن 35%، مرجعا ذلك الى العدد الكبير للموظفين والمتقاعدين والذين يصل عددهم الى قرابة 2450 موظفا. وقال ان لجنة البلدية عينت عددا محدودا من الموظفين الذين تحتاج لهم البلدية لا يزيد عن عشرة موظفين، مثل مهندس البلدية لوجود شاغر بهذا المنصب الهام. كما تم توظيف عدد من العمال بعقود مؤقتة للعمل في مجالات النظافة والصرف الصحي والزراعة، بالاضافة الى 30 موظف حراسة من شركة بال عقار التي تملك البلدية غالبية اسهمها.
واشار الى ان البلدية قامت في اطار سعيها لتحسين مواردها المالية، بعمليات اعادة تنظيم في شركتي بال عقار وكهرباء الشمال اللتين تملك البلدية حوالي 70% من اسهم كل منهما، وذلك من اجل وقف الخسائر المتحققة فيهما. واضاف انه بفضل عمليات اعادة التنظيم، فان شركة بال عقار يتوقع ان تحقق ارباحا بقيمة 700 الف دينار هذا العام بعد ان حققت خسائر بقيمة 200 الف دينار العام الماضي. اما شركة كهرباء الشمال، فقد تم تعيين مدير عام لها منتدبا من وزارة الحكم المحلي، والذي يعمل بمهنية عالية، وتم اخذ قرض بنكي قدره 50 مليون شيقل بنظام المرابحة بنسبة ربح 3.5% لتلافي دفع الفوائد على التأخير للشركة القطرية الاسرائيلية بنسبة 8.5%، مما يعني ارباحا صافية بنسبة 5% لكهرباء الشمال، متوقعا ان تبدأ الشركة بتحقيق ارباح بعد ستة اشهر.
وحول مشكلة الكهرباء خاصة في جنين، اوضح طبيلة ان احتياج جنين من الكهرباء يصل الى 27 ميغاواط، في حين ان المتوفر حاليا هو 22 ميغاواط، وتم ايجاد حل مؤقت عبر تشغيل مولدات ذاتية تعمل بالديزل، مما يحمل الشركة تكلفة عالية، وفي نابلس تبلغ القدرة المتوفرة 82 ميغاواط، في حين ان حاجة المدينة تبلغ 96 ميغاواط. واشار الى الحصول على وعود من الجانب الاسرائيلي بتشغيل محطة تحويل صرة الشهر المقبل، مما يمكن من رفع القدرة الكهربائية. واوضح ان هناك لجنة حكومية لاعادة صياغة منظومة الكهرباء في كل فلسطين، والتي تدرس ايجاد حلول خلاقة لمشكلة الطاقة، وتركز على البحث في مجال الطاقة البديلة من اجل الاستغناء عن المورد الاسرائيلي او الخارجي، مقدرا بأن يتم الحصول على 30% من الحاجة الفلسطينية من الطاقة من مصادر بديلة في غضون سنتين.
وفيما يتعلق بموارد البلدية المالية، اوضح ان اغلب القطاعات الخدمية في البلدية لا تحقق اية ارباح، بل خسائر كبيرة، مثل قطاع النفايات الصلبة الذي يخسر 5 ملايين شيقل سنويا، وقطاع المياه الذي يخسر 5 ملايين شيقل سنويا، والمسلخ البلدي الذي يخسر 800 الف شيقل سنويا، واطفائية البلدية التي تخسر 5 ملايين شيقل سنويا، في حين ان موارد البلدية تأتي من رسوم رخص البناء وبدل مواقف السيارات واليافطات.
وفيما يتعلق بصندوق تكافل المياه، اوضح طبيلة ان هذا الصندوق سينطلق خلال اسبوع، بعد استكمل كافة الاجراءات، مبينا ان هذا الصندوق اقيم بالتعاون مع جمعية عيبال في عمان وبالشراكة مع 8 مؤسسات محلية، وقد تم فتح حساب بنكي في عمان لتسهيل تقديم التبرعات للصندوق من ابناء نابلس في الاردن. وبين ان هذا الصندوق مقسم الى جزءين منفصلين، الاول مخصص لاموال الزكاة ولا يستفيد منه الا الحالات الفقيرة، اما الثاني فهو من اموال التبرعات، ويستفيد نه جميع المشتركين الذين لا يزيد استهلاكهم الشهري عن 8 امتار من المياه، والذين يبلغ عددهم حوالي 18200 مشترك، حيث يتم تسديد نصف قيمة الفاتورة من هذا الصندوق. وقال ان الهدف من هذا الصندوق هو تعزيز ثقافة ترشيد استهلاك المياه وثقافة التسديد من جهة، وتعزيز التكافل المجتمعي من جهة اخرى.
واشار الى ان البلدية عمدت الى وضع خطة لحل اشكاليات المياه التي شهدتها المدينة، وتضمنت الخطة تجزئة المدينة الى حوالي 50 منطقة بدل 26 منطقة، من اجل التغلب على الطبيعة الجبلية للمدينة، وتحقيق عدالة التوزيع. وأكد ان البلدية نجحت خلال فترة عملها بالتنسيق مع الفصائل في كل المواضيع التي تهم المدينة والمواطنين.
وتحدث عن المراكز الثقافية التي تتبع البلدية، والتي تقدم انشطة ثقافية ورياضية وفنية متنوعة، معلنا ان البلدية بصدد افتتاح مدرسة لتعليم الموسيقى، واكاديمية رياضية للاطفال يلتحق بها حوالي 200 طفل ويشرف عليها خمسة من المدربين، من اجل تأسيس جيل من الرياضيين المحترفين. وقال ان هذه المراكز الثقافية ترتبط بعلاقات تعاون مع العديد من المدن الاوروبية، والتي تم من خلالها تعزيز علاقات التعاون مع العديد من الدول والاستفادة من تلك العلاقة في تطوير قدرات وكفاءات طواقم البلدية.
كما تحدث عن اهم المشاريع الهندسية التي نفذتها البلدية ومنها اعادة تأهيل وتعبيد شارع المريج وشارع عسكر بتمويل من وكالة التنمية الامريكية، وعدة مشاريع من صندوق البلديات بقيمة 5.6 مليون يورو، وتم اقتطاع جزء من موارد البلدية لترقيع العديد من شوارع المدينة بطول 18 كيلومتر. كما يجري العمل على تنفيذ العديد من المشاريع مثل صرح الشهيد الممول من صندوق البلديات، ومشاريع المياه والصرف الصحي منها مشاريع تجريبية لإعادة تنقية مخلفات المنشآت الصناعية، ومشروع صرف صحي للقرى الغربية، ومشاريع شراء مضخات وخطوط مياه في مختلف مناطق المدينة. وحول مشروع محطة التنقية الشرقية والبالغة قيمته 43 مليون يورو، أشار طبيلة إلى أن القرى الشرقية رفضت بشكل مطلق تنفيذ المشروع، رغم انه يهدف إلى الانتهاء من المكرهه الصحية نتيجة وجود مخلفات الصرف الصحي المكشوفة في تلك المنطقة. وأضاف انه تم توفير كل احتياجات قسم لمياه بالبلدية من معدات وقطع غيار قبل فصل الصيف لاصلاح اي خلل باسرع وقت، لمنع حدوث انقطاعات طويلة في المياه. واشار الى جهود البلدية في انجاز مشروع التسمية والترقيم مع مؤسسة مجتمعات عالمية، وكذلك انشاء عدد من الدواوير والميادين بتمويل من البلدية ومن صندوق البلديات، بالاضافة الى الحديقة الاوروبية في حدائق جمال عبد الناصر بتمويل من شركة الاتصالات الفلسطينية. وتحدث عن تنظيم اسواق المدينة، وتحسين الوضع الصحي عبر زيادة اعداد حاويات جمع النفايات وتوظيف المزيد من عمال النظافة