عرض مذكرات المرحوم حمدي طاهر كنعان
5-5-2024
تحت رعاية بلدية نابلس، نظمت مكتبة بلدية نابلس العامة وجمعية بذور للتنمية والثقافة يوم أمس ندوة ثقافية لعرض كتاب "شيء عابر: نابلس تحت الاحتلال (حزيران/ يونيو 1967 - آذار/ مارس 1969): مذكّرات ووثائق حمدي طاهر كنعان"، للكاتب والباحث بلال شلش، يسرد فيه الأيام الأولى والحاسمة لأحداث حرب حزيران 1967، بتعليق وعرض الكاتب الأستاذ زهير الدبعي. وحضر هذه الندوة جمع مميز من المثقفين والأكاديميين والمهتمين، إضافة إلى معالي الدكتور سامي حجاوي، وزير الحكم المحلي.
افتتح مقدم الندوة الدكتور عدوان نمر عدوان المحاضر في جامعة النجاح الوطنية، مقدما المشاركين ومشيدا بأهمية هذا الإصدار لكونه يمثل إضافة مهمة في عرض الوقائع التاريخية والأحداث من خلال سرد السيرة الذاتية.
وفي كلمة ترحيبية من راعي الندوة، أشاد رئيس بلدية نابلس الدكتور حسام الشخشير برئيس البلدية الراحل حمدي طاهر كنعان وبجهوده وأعماله، معتبرا أن احتفاءنا به ما هو إلا احتفاء بتاريخ هذه المدينة ورجالاتها وأبنائها، واحتفاء أيضا بدور بلدية نابلس ورجالاتها كمؤسسة وطنية وخدمية رائدة سيما في تلك الفترة العصيبة من احتلال المدينة وما رافقها من أحداث جسام في العام 1967م.
وشدد الشخشير على أهمية هذا الإصدار، منوها إلى الجهد الكبير والمقدّر الذي بذله الباحث والمؤلف بلال شلش، والذي يدلل أيضا على أهمية الوثائق والمكاتبات والملفات التاريخية لبلدية نابلس، التي مثّلت جانبا أساسيا فيما اعتمد عليه الباحث، وإن كان هذا الكتاب إضافة إلى أنه يجلّـي تاريخا لحمدي كنعان "عليه رحمة الله" فإنه كذلك لا ينفك عن كونه تأريخا لحقبة زمنية مهمة مرت بها المنطقة بتفاصيل ويوميات دقيقة كانت قلب التجربة فيه إنسانا ومكانا ونشاطا (نابلس وبلدية نابلس).
وفي مداخلة مهمة من الدكتور سامي حجاوي، وزير الحكم المحلي ورئيس البلدية السابق، ومن خلال معاصرته لتلك الحقبة ومعرفته الشخصية بشخص حمدي كنعان التي كان فيها رئيسا للبلدية، أشاد فيها بشخصيته وأعماله وإنجازاته، وأعمال المجلس البلدي التي لم تكن بمعزل هي أيضا عن مواقف وأعمال رئيس البلدية، بل ومكملة لها، مستعرضا أيضا شخصية الراحل من كونه شخصية براغماتية سعت وعملت وأخذت قرارات جريئة من أجل الصالح العام خالف بها الكثيرين فيما رأى فيه صالح الشأن العام، كما أشاد وعدّد الكثير من أعماله وإنجازاته حين كان رئيسا للبلدية وقبلها عضو فيها، وأشاد أيضا بشخصيته الوطنية ومواقفه بعد احتلال المدينة في العام 1967م ودوره وأعضاء المجلس البلدي ورجالات المدينة في إحباط تهجير البلدات المجاورة كقلقيلية وطولكرم وتذليل الصعوبات أمام عودة المهجرين إلى بيوتهم ومكان سكناهم.
وفي معرض عرضه للكتاب ومعطياته، أشار الكاتب الأستاذ زهير الدبعي إلى أهمية هذا الإصدار وإلى الجهد الكبير المقدر من مؤلفه، في كونه يمثل تأريخا لمرحلة مهمة وحاسمة من خلال سرده وقائع السيرة الذاتية لشخصية وطنية قيادية كان لها حضورها وأثرها الكبير على مجريات الأحداث في المدينة ومحيطها على مختلف الصعد السياسية والحياتية والاجتماعية مع ثلة قديرة من رجالات البلدية والمدينة. كما استعرض بالتحليل مجموعة من مواقف الراحل حمدي كنعان خلال مسيرته الممتدة حين كان رئيسا للبلدية وخارجها.
وأشار الدبعي بمعرض حديثه عن الكتاب بكونه "شيء عابر" لاحتلال غير عابر، شكل فيه المواطن الفلسطيني عنوان المرحلة بثباته ورسوخه على تراب هذا الوطن. مشيدا أيضا بالجهد الواضح الذي بذله المؤلف، ومثابرته وتحريه للوقائع وفي توثيقه للأحداث. كما أشاد بجهود مكتبة بلدية نابلس ومديرها الأستاذ بشار التمام وجمعية بذور للثقافة والتنمية ورئيسها الدكتور رائد الدبعي في تحضيرهم وإقامتهم هذه الندوة.
وختم اللقاء بمداخلات مهمة من جانب عدد من الحضور إشادة بسيرة الراحل وبالكتاب.
