بلدية نابلس تختتم فعاليات مؤتمر التخطيط الحضري والحفاظ على الموروث الثقافي
22-10-2019
بالشراكة مع بلدية ليل الفرنسية
على مدار يومين متتاليين، عقدت بلدية نابلس وبالشراكة مع بلدية ليل الفرنسية، وبالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية، عقد في مدينة نابلس مؤتمرا علميا متخصصا حول التخطيط الحضري والحفاظ على الموروث الثقافي، تحت شعار "من المدينة التراثية الى المدينة المستدامة" والذي إقيم في مدرجات كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية.
وفي الجلسة الافتتاحية التي شارك فيها ممثلين عن بلديتي نابلس وليل، وجامعة النجاح الوطنية ووزارة الخارجية والحكم المحلي والسياحة والاثار، بالاضافة الى ممثلين عن عدد من البلديات من مختلف محافظات الوطن والمؤسسات الرسمية ونقابة المهندسين والاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية ومنظمة اليونيسكو، تحدث الدكتور ساهر دويكات ممثلا عن رئيس البلدية، مؤكدا فيها على اهمية علاقات التوأمة والتعاون بين المدن الفلسطينية ونظيراتها في مختلف أنحاء العالم، لما لها من دور كبير في رفع وتيرة التعاون المشترك بين المجتمع الفلسطيني، والعديد من المجتمعات الإنسانية حول العالم، الأمر الذي يساعد في بناء شبكة من التعاون اللامركزي ويعزز بدوره العلاقة على أصعدة مختلفة، ويساهم في خلق العديد من مجالات الدعم والمساندة المعنوية والمادية للقضية وللشعب الفلسطيني.
اما الدكتور عزام الحجوج، مدير عام التخطيط في وزارة الحكم المحلي، فقد نوه الى ضرورة التخطيط العلمي المتكامل لمشاريع التطوير الحضري في مختلف محافظات الوطن لضمان المحافظة على الارث الحضاري القيم والغني الموجود في فلسطين، والعمل بشكل متكامل بين كافة مؤسسات السلطة وبالتعاون مع الجامعات لتحقيق استدامة هذه المشاريع وخدمتها للاجيال القادمة.
وفي كلمة للقنصل الفرنسي العام في فلسطين السيد "رينيه تروكاز"، فقد أشاد بعمق العلاقة التي تربط فرنسا بفلسطين حكومة وشعبا على مدار سنوات طويلة، خاصة العلاقة الوثيقة التي تجمع بين بلديتي نابلس وليل، والتي أفضت إلى العديد من المبادرات الشبابية والتبادل المعلوماتي والخبراتي في مختلف المجالات والمشاريع الحيوية والذي يعد مشروع المخطط الحضري والحفاظ على الموروث الثقافي احد أهم مجالات التعاون بين المدينتين.
وقدمت نائب رئيس بلدية ليل للتعاون الدولي السيدة "ماري بيير بريسون" ملخصا عن المشاريع الثقافية والصحية والهندسية التي نفذت على مدار سنوات طويلة من عمر علاقة التوأمة بين بلدتي نابلس وليل والتي يعود تاريخها لأكثر من عشرين عاما. وذكرت السيدة بريسون أن هذا التعاون المثمر نتج عنه عدد من المشاريع التي تعود بالفائدة على المجتمع النابلسي تمثلت بمشروع التبادل الشبابي، وإنشاء ملعب كرة قدم في المنطقة الشرقية من المدينة، والعديد من المبادرات أهمها مشروع المخطط الحضري الذي يجري العمل على تنفيذه بين الجانبين منذ أكثر من عامين. وأضافت أن بلدية ليل على استعداد دائم لتقديم كل ما هو ممكن للوقوف إلى جانب مدينة نابلس ومواطنيها.
وأشاد الدكتور ماهر النتشة رئيس جامعة النجاح الوطنية بتعاون الجامعة مع جامعة ليل الفرنسية الامر الذي يفتح المجال للكادر التعليمي والطلابي في جامعة النجاح للاطلاع على الخبرات العلمية للمدن التاريخية والأثرية.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر ورشات عمل متخصصة امتدت على مدار اليومين، حيث تم تقديم اوراق عمل علمية تهدف الى تبادل الخبرات بين المتخصصين الفلسطينيين والفرنسيين في مجال التخطيط الحضري والعمراني والحفاظ على الموروث الثقافي لما له من أهمية في تعزيز الهوية والوجود لهذه المدن. وشارك في تقديم هذه الاوراق عدد من المؤسسات الفلسطينية المتخصصة في مجال التراث مثل مؤسسة رواق والمعهد الفرنسي للشرق الادنى ، بالاضافة الى محاضرين من جامعة النجاح الوطنية
وفي اليوم الثاني، تحدث المشاركون من فلسطين وفرنسا وبحضورممثلين عن بلديات مركزية في مختلف محافظات الوطن مثل رام الله والخليل وبيت لحم وبيت جالا وطولكرم واريحا، عن تجارب مدنهم في الحفاظ على الموروث الثقافي من خلال استملاك المباني القديمة وترميمها واعادة استخدامها كمراكز ثقافية بما يخدم المجتمع المحلي. وقد عرضت تجربة بلدية رام الله في استملاك عدد من المنازل والمباني التاريخية التي أعيد تأهيلها وترميمها للحفاظ على موروثها الثقافي، ثم أعيد استخدامها كمرافق ومراكز تخدم المجتمع المحلي. كذلك تم عرض اوراق تهتم بالحفاظ على الحرف والمنتجات التقليدية التي تعكس هوية المدن واليات ترويجها، والمسارات السياحية وادوات وخرائط ومجسمات تعليمية توضح المواقع التاريخة للمدن، واستخدام بعض برامج التوعية لاطفال المدارس، كما تم عرض تجارب اخرى عن اعادة استخدام المباني الصناعية بعد ترميمها.
وقدمت الدكتورة مكرم عباس عضو المجلس البلدي ورقة عمل تناولت أهمية المشاركة المجتمعية في الحفاظ على الموروث الثقافي، من خلال اشراك الشباب والاطفال والنساء وتعريفهم بما تحضنه مدينة نابلس من كنز حضري متمثل في بلدتها القديمة التي تعكس إرثا حضاريا يعود تاريخه لآلاف السنين. واستعرض مهندس بلدية نابلس سامح العاصي، ومهندسة الطرق والمرور رانية دولة مراحل تطوير مخططات مشروع البوليفارد المشترك بين بلديتي نابلس وليل والذي يهدف إلى إحياء وتطوير إحدى المناطق في المدينتين وتوفير كافة العناصر الحضرية وتخضيرها وتنظيمها وكذلك إعادة استخدام المباني القديمة وتحويلها لمرافق حيوية لخدمة المجتمع المحلي.
وحول الحفاظ على الموروث الثقافي، تحدث السيد أيمن الشكعة مدير مركز تنمية موارد المجتمع عن أهمية مشاركة المجتمع المحلي وخاصة فئتي الشباب والطفال في الحفاظ على الموروث الثقافي والترويج له من خلال استخدام العديد من الادوات من أحل تحقيق هذا الهدف. أما السيدة نورا جردانة، فقد قدمت ورقة عمل تضمنت آليات وأدوات تم استخدامها وإخراجها على شكل مجسمات تعكس حضارة المدينة في مختلف الفترات "الرومانية والكنعانية"، بالإضافة إلى نشرات ومطبوعات والعاب أطفال وعمل جولات تعريفية بالبلدة القديمة لمجموعات شبابية وأطفال تصب في هذا الجانب.
وفي سياق متصل، تطرق كل من الدكتور علي عبد الحميد والدكتورة زهراء زواوي من جامعة النجاح الوطنية الى برامج التبادل الطلابي بين جامعتي ليل والنجاح ومساهتمه في نقل الخبرة في مجالات ترميم المواقع الاثرية والارث المعماري .
واستعرض المتحدثون كذلك المواثيق الدولية والسياسات الوطنية للحفاظ على الموروث الثقافي ودور المنظمات الدولية في ذلك خاصة منظمة اليونيسكو والية ومعايير ادراج المواقع التاريخية في قائمة التراث العالمي، وضرورة انشاء مراكز ومكاتب للمؤسسات داخل المناطق او البلدات القديمة لاحياء المناطق وخلق اماكن فعالة فيها، كما استعرض غيرهم من الباحثين الروايات التقليدية والثقافية التي يسهم في الحفاظ على الهوية.
واشتمل برنامج الورشة كذلك على عناوين أخرى تتعلق بكيفية ربط التراث بالتنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل عمل من خلال اعادة استخدام التراث للسكن. كما تضمن برنامج الورشة كذلك تنظيم مسارات سياحية وزيارة موقع تل بلاطة الاثري وزيارة الموقع المخصص لمشروع "البوليفارد".